فضل الصبر على الابتلاء
وعد الله سبحانه وتعالي الصابرين على الابتلاء بالخير الكثير والأجر العظيم، قال الله عز وجل (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) والصابرين أعظم الناس جزاءً، وأكثرهم سعادة يوم القيامة، كما أخبر الله سبحانه وتعالي أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين (ان الله مع الصابرين)، فيجازي الله سبحانه الصابر على البلاء بانشراح صدره، وسروره، وعظيم أجره فى الدنيا والآخرة.
أن البلاء في حق المؤمن كفارة وطهور، فقد نُبتلي بذنوبنا ومعاصينا؛ كي يُكفِّرها الله عزَّ وجلَّ عنا فلا نقابله بها، ويوم القيامة ستتمنى لو أنه قد أعطاك الله المزيد من الابتلاءات في الحياة الدنيا. قال النبي "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه" [متفق عليه].
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول "ما ابتلى الله عبدًا ببلاء وهو على طريقة يكرهها، إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله عزَّ وجلَّ أو يدعو غير الله في كشفه" [رواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (3401)]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما
يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما
عليه خطيئة" [رواه الترمذي وصححه الألباني، صحيح الجامع (5815)]
تذكَّر أخى المسلم وأختى المسلمة "أحوال الأشد منك بلاءً فمن يرى بلاء
غيره، يهون عليه بلائه" وتذكر قصة ابتلاء سيدنا أيوب عليه السلام، وقد
ابتلاه الله عز وجل فصبر صبرًا جميلاً، ويبدو أن ابتلاءه عليه السلام كان
بذهاب المال، والأهل، والصحة جميعًا ولكنه ظل على صلته بربه، وثقته به،
ورضاه بما قسم له.
الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب :
الدعاء: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان
أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه،
ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.
الصلاة: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة
رواه أحمد.
الصدقة" وفى الأثر "داوو مرضاكم بالصدقة"
تلاوة القرآن: " وننزل من القرآن ماهو
شفاء ورحمة للمؤمنين"
الدعاء المأثور: "وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله
وإنا اليه راجعون" وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها.
اللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين وبقضائك راضين، واجعلنا هداة مهتدين
يارب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق